حملة كسر الحصار

أطلقنا حملة كسر الحصار في كانون الثاني 2016، حين كانت الأخبار تتحدث عن أشخاص يموتون جوعاً في بلدة صغيرة تسمى مضايا قرب دمشق. كانت الحملة مشروعاً طويل الأمد، استمر لأكثر من عامين، وتضمّن مجموعة كاملة من التكتيكات الموجهة نحو تحقيق هدف واحد: زيادة الضغط الشعبي العالمي لكسر الحصار الوحشي في سوريا.

تحضيراً للحملة، قابلنا عشرات الأشخاص تحت الحصار، وكان ذلك حاسماً لفهم الحياة في ظل الحصار وسماع قصص، ليس فقط عن العنف والحرمان، ولكن أيضاً عن الأمل والابتكار. كان الناس تحت الحصار يقومون بأشياء لا تصدق من أجل البقاء وإنقاذ مجتمعاتهم، إذ عمل المسعفون باستخدام أدوات بسيطة. كان الناس يتبرعون بالدم باستمرار، بسبب غياب الكهرباء اللازمة لتخزين بلازما الدم بأمان، واستخدموا مصادر بديلة للطاقة، مثل الألواح الشمسية. جمعنا هذه القصص ونشرناها على موقع إلكتروني. وأطلقنا الصفحة في كانون الثاني 2016، مع عريضة تطالب الأمم المتحدة بتسليم المساعدات إلى المناطق المحاصرة.

في البداية، فوجئ الناس باستهداف حملتنا للأمم المتحدة؛ أليست من «الأخيار»؟ وقد أثبتت المقابلات التي أجريناها مع أشخاص تحت الحصار الأهمية البالغة للإحاطة بذلك. أخبرونا أن الأمم المتحدة لم تقف بشكل كافٍ في وجه النظام السوري، الذي منعها من توصيل المساعدات إلى مدنهم. كما قال سوريون إن إحصاءات الأمم المتحدة لم تبلّغ عن العدد الحقيقي للأشخاص الذين يعيشون تحت الحصار. وعلى الرغم من خطورة استهداف أشخاص أو منظمات يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها خيرية، إلا أنه من الضروري عرض أصوات ومطالب الأشخاص المتضررين بشكل مباشر من الحصار.

كتبت المنظمات المحلية في الغوطة الشرقية رسالة مفتوحاً بمطالبها إلى رئيس الإغاثة الإنسانية في الأمم المتحدة، ستيفن أوبراين. استجاب الأخير للرسالة، مساهماً في إحداث بعض التغطية الإعلامية. ونتيجة لذلك، أصبحت الرسائل المفتوحة تكتيكاً مهماً للناشطين من مناطق الحصار في سوريا لسنوات، إذ أسهمت في إيصال ما يمر به المجتمع، وفي حشد الرأي العام حول مطالب الناس.

إذا كانت الأمم المتحدة تمثل العالم بأسره ولا تستطيع تأمين رغيف خبز لهؤلاء الأطفال، فما هي الأمم المتحدة؟

ثريا من دوما

تمثّل التكتيك الآخر للحملات حول الحصار في إصدار الإحصاءات. ففي عام 2015، أنشأت منظمة PAX للسلام ومعهد سوريا مشروعاً لجمع البيانات يسمى Siege Watch. وقد عملنا معهم على إصدار بيان للإعلام الدولي، حين قُدّر عدد الأشخاص تحت الحصار بمليون شخص. نشرت وسائل الإعلام ذلك الخبر على نطاق واسع، حتى أنه وصل إلى الصفحة الأولى لصحيفة الإندبندنت البريطانية. من المفيد لجذب الانتباه إلى الحملة، معرفة متى يتم الاقتراب من الوصول إلى اللحظات المفصلية.

من بين الأساليب المهمة الأخرى في حملة كسر الحصار كان «تقرير الانحياز»، ورسالة مفتوحة من نساء في داريا، إلى جانب حملة الإمدادات الجوية إلى داريا والتي تمت بالتعاون مع الراحلة جو كوكس.

ما تعلمناه

من المهم إيصال مطالب الأشخاص المتأثرين مباشرة بالأزمة بدقة. ولتحقيق أثر ملموس، ستحتاج أحياناً إلى استخدام العديد من التكتيكات على مدى فترة طويلة من الزمن.