تقرير «الانحياز» عن الأمم المتحدة

منذ بدء الصراع السوري، شعر المدنيون بالخيانة والتخلي من جانب المجتمع الدولي، وبشكل خاص الأمم المتحدة. في سوريا، يُنظر إلى الأمم المتحدة على أنها تعمل عن قرب مع النظام، سواء كان ذلك عبر تعيين موظفيها في الفنادق التي يملكها حلفاء النظام، أو منح العقود للمنظمات المرتبطة بالنظام، أو في انتظار الحصول على إذن لتوصيل المساعدات إلى مناطق المعارضة المحاصرة.

منذ بدء الصراع السوري، شعر المدنيون بالخيانة والتخلي من جانب المجتمع الدولي، وبشكل خاص الأمم المتحدة. في سوريا، يُنظر إلى الأمم المتحدة على أنها تعمل عن قرب مع النظام، سواء كان ذلك عبر تعيين موظفيها في الفنادق التي يملكها حلفاء النظام، أو منح العقود للمنظمات المرتبطة بالنظام، أو في انتظار الحصول على إذن لتوصيل المساعدات إلى مناطق المعارضة المحاصرة.

في عام 2016، شرعنا بكتابة ملخص من صفحتين حول دور الأمم المتحدة في سوريا وفقدانها للحيادية هناك. ولكن، حين بدأنا في البحث، أدركنا أن المشروع أكبر من ذلك بكثير، وأن إنهاءه سيستغرق ثلاثة أشهر.

أجرينا مقابلات مع موظفي الأمم المتحدة السابقين، والمنظمات السورية، والمنظمات غير الحكومية الدولية لسماع رواياتهم عن سلوك الأمم المتحدة في سوريا، وتتبعنا المعلومات المتاحة للجمهور والتي تم دفنها في تقارير غير مقروءة على نطاق واسع. وكان مفتاح عملنا مراجعة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بتكليف من برنامج المساعدات في سوريا.

ومن الأسباب التي جعلت تقريرنا يحقق تأثيراً كبيراً كان غضب موظفي الأمم المتحدة الحاليين والسابقين من الطريقة التي يتم بها التعامل مع العمليات في سوريا، وكانوا على استعداد لفضح ذلك. وقد وعدناهم بعدم الكشف عن هويتهم، لكن تعزيز الثقة مع هؤلاء الأشخاص كان أمراً أساسياً أيضاً. حاولنا قدر الإمكان اللقاء معهم وجهاً لوجه والاستماع إلى أي مخاوف قد تكون لديهم.

باستخدام بيانات من برنامج الأغذية العالمي، صممنا الرسوم البيانية لإدراجها في التقرير واستأجرنا محرراً ومصمماً للتأكد من صحتها قدر الإمكان. كما طلبنا من العديد من المصادر الموثوقة قراءة المسودات المبكرة للتقرير واقتراح تعديلات للتأكد من صحتها. في بعض الأحيان، استلزم ذلك إجراء اختصارات كبيرة، لكنها جعلت التقرير أقوى. واستعرضنا بالتفصيل تقارير الأمم المتحدة العامة للعثور على البيانات التي يمكننا تحليلها وتقديمها بطريقة أوضح.

لقد قامت قوافل الأمم المتحدة بالمرور عبر المناطق المحاصرة للوصول إلى مناطق أخرى، مما يشير مرة أخرى إلى أن موافقة الحكومة السورية – وليس الأمن – هي المشكلة.

حين نُشر التقرير، الذي يحمل عنوان «الانحياز: افتقاد الأمم المتحدة للحيادية والاستقلالية في سوريا»، كان تأثيره فورياً. وتمت تغطيته في صحيفة الغارديان على صفحتها الأولى، وبي بي سي، وقناة الجزيرة، وإيه بي سي نيوز، وأُشير إليه فى تشاتام هاوس للأبحاث. أما على تويتر، فقد شاركته المنظمات المعنية بالشأن السوري مثل كرايسيس آكشن، وسوريا UK، والشبكة السورية لحقوق الإنسان، ومؤسسة كرم، ومعهد سوريا، بالإضافة إلى الصحفيين مثل  كريم شاهين من صحيفة الغارديان. ولا يزال هذا العمل القديم يفضح إخفاقات الأمم المتحدة في سوريا.

ما تعلمناه

قد يمكّنك التقرير، الذي تم البحث فيه بدقة، من تحدي أكثر المؤسسات احتراماً، مثل الأمم المتحدة. سيساعدك بناء الثقة مع مجموعة من جهات الاتصال في الحصول على المعلومات الداخلية القيّمة التي تحتاجها.