إيطاليا: الوقوف مع الشعب السوري، وليس مع الأسد

في آذار 2019، قال وزير الخارجية الإيطالي آنذاك إنزو موافيرو ميلانيزي إن حكومته تدرس إعادة فتح السفارة الإيطالية في دمشق، وهو أمر كان سيؤدي إلى تطبيع العلاقات مع النظام، وسيجعل من إيطاليا أول دولة أوروبية تفكر في مثل هذه الخطوة، رغم العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على الحكومة السورية

دعنا نبرهن لصانعي القرار في وزارة الخارجية الإيطالية أنه حتى يتم تحقيق سلام حقيقي في سوريا – سلام قائم على العدل والشرعية السياسية – لن نقف مكتوفين الأيدي بينما يصافحون مجرم حرب

كنا نعرف ضيق الوقت المتاح أمامنا لإقناع إيطاليا بتغيير رأيها. فقمنا على الفور  بكتابة رسالة تدعو الدولة إلى إعادة النظر في قرارها، ونشرناها على موقعنا كي يوقّعها مناصرونا ويرسلوها بدورهم إلى أصدقائهم. وقد قام بذلك أكثر من 5,000 شخص، استجابوا لإيميلنا الخاص بالرسالة وروّجوا لها على وسائل التواصل الاجتماعي.

كما تناقلت وسائل الإعلام الحملة، ولا سيما وسائل الإعلام الإيطالية، وحظيت بتغطية من صحيفة العربي الجديد وراديو الراي  وصحيفة ببليكو الإسبانية. وبعد مرور أسبوعين على الحملة، بعثنا برسالة إلى إيطاليا طلبنا فيها عقد اجتماع، جرى تنظيمه مع مكتبنا في نيويورك وأحد مندوبي إيطاليا لدى الأمم المتحدة. وقد أكدوا لنا أن نداءنا وصل وأن إيطاليا لن تعيد العلاقات السياسية مع النظام السوري. وبفضل حملتنا، أدركت إيطاليا الضغط الدولي الذي يمنع تطبيع علاقاتها مع نظام لا يزال يهاجم شعبه بلا هوادة. وقد كانت ردة فعلهم على حملتنا أبلغ مثال على نجاح هذا الضغط.

ما تعلمناه

من شأن سرعة التحرك في قصة عاجلة أن يعدّل سير الأمور، ولكن دعم الرأي العام ووسائل الإعلام أمر ضروري.