كوكب سوريا

في عام 2016، كان العالم كله يتحدث عن داعش. كانت المجموعة المتطرفة تستهدف المدنيين في جميع أنحاء العالم، وما عرفه الناس عن سوريا هو أنها كانت مقراً لهذه الجماعة الإرهابية، التي اتخذت عاصمة ما يسمى بالخلافة التابعة لها في الرقة. كان هناك إحباط لدى كثير من الناشطين السوريين ومجموعات المجتمع المدني من تركيز المجتمع الدولي على التطورات العسكرية ضد داعش بدلاً من كيفية هزيمة المجموعة في نهاية المطاف. يتطلب تحقيق هذا الهدف الأخير تهيئة الظروف اللازمة للسلام الدائم والعدالة.

كان للمجتمع المدني السوري مطلبان رئيسيان: إنهاء القصف وإجراء محادثات سلام حقيقية. وبهدف لفت الانتباه إلى هذه المطالب والمساعدة في بناء الدعم لجهود المجتمع المدني، فكرنا معاً حتى توصلنا إلى فكرة إبداعية ناجحة: موقع إلكتروني يسمى كوكب سوريا. تم اختيار الاسم لأن الزملاء السوريين شعروا أنهم يعامَلون وكأنهم من كوكب آخر. تجسد هذا الشعور في العمل الفني أدناه للفنان السوري تمام عزام، الذي ألهم مفهوم الحملة.

قدم عزام بسخاء عمله الجميل إلى الحملة، التي أسهمت في جذب الناس إليها. إلى جانب المفهوم الإبداعي، تعاونت منظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء سوريا لإصدار بيان مشترك على الموقع، جاء فيه: «نحن نشطاء سوريون لا عنفيون، ونحتاج إلى تضامنكم. التطرف الذي ينمو في مدنكم متجذر في صراعنا. نحن السوريون أول ضحاياه».

«يتولد هذا التطرف بسبب الظلم والعنف. ينمو من تحت أنقاض مدننا وبلداتنا المدمرة، وسيستمر في التوسع ما لم نعمل معاً. يجب علينا، لوقف التطرف، إنهاء سفك الدماء في سوريا».

«يتطلب وقف العنف خطوتين، لا يمكننا تحقيقهما بمفردهما: (1) وضع حد للقصف بالبراميل والغارات الجوية لنظام الأسد و(2) المفاوضات بين جميع المجموعات السورية وداعميها الدوليين».

بالإضافة إلى هذا البيان، نشر الموقع أيضاً قائمة بجميع المنظمات الداعمة ـكوكب سوريا.

أدى النشطاء اللاعنفيون الذين كانوا متحدثين رسميين أقوياء باسم القضية القضية، دوراً حاسماً في تعزيز شعور التواصل بين الأشخاص الداعمين ومشروع كوكب سوريا. كتبت سلمى كحّالة من دولتي، رسالة استثنائية عبر الإيميل تشرح للناس لماذا يحتاج نشطاء سوريا اللاعنفيون إلى تضامنهم. كانت هذه الدعوة هي التي أجبرت الناس على الاستجابة للحملة بفعالية.

طوال فترة نشاطه، تلقى مشروع كوكب سوريا قدراً كبيراً من الاهتمام العالمي. وعند إطلاقه، طُلب من الناس إرسال رسائل دعم إلى الناشطين اللاعنفيين في كوكب سوريا واستجابوا بالمئات، وكان نجاح الأمر ساحقاً. أبدع الناس، بالكتابات والأغاني والصلوات من الكنائس إلى كوكب سوريا، وكتابة الرسائل على الرمال. كان هذا مثالاً على الدعوة القوية للعمل، ساعدت في حشد الدعم لسوريا. ارتبط الناس بالنشطاء، وقصصهم، والفكرة الخلّاقة التي عبّرت عن الاغتراب بهذه الطريقة المؤلمة.

على الرغم من استمرار العديد من الجماعات التي تقف وراء كوكب سوريا بالتعاون مع بعضها، إلا أن التحالف توقف عن العمل بشكل رسمي. كان ثمة عدة أسباب وراء ذلك، منها نقص الموارد، وعدم الوضوح حول أهداف التحالف، وطرق العمل، ومبادئ الاتصال. ومع ذلك، يظل الموقع بمثابة نقطة علّام حول مطالب الشعب السوري.

ما تعلمناه

يمكن أن تكون الفكرة الإبداعية القوية طريقة رائعة لبدء التعاون. ولدى انطلاق المشروع، من المهم أن يكون هناك وضوح حول أهداف وطرق العمل من أجل التعاون لكسب القدرة على الاستمرار.