«قد فشلنا»

لا تؤدي الحملات دوماً إلى تحقيق المكاسب، خصوصاً عندما تستهدف الحكومات الدولية وبرامجها وتحالفاتها. من المهم في بعض الأحيان الاعتراف بالحملات الفاشلة، بغية تسليط الضوء على استمرار القضية، وإظهار الشفافية والسماح لأنفسنا بالظهور بمظهر الضعف أمام الأنصار.

في نهاية عام 2014، أرسلت حملة من أجل سوريا رسالة عبر الإيميل تتضمن العنوان التالي: «لم ننجح. إليكم ما يجب فعله تالياً». جاءت الرسالة بعد فشل حملة البريد الإلكتروني التي قمنا بها بهدف إقناع حكومات الاتحاد الأوروبي باستقبال المزيد من اللاجئين السوريين. على الرغم من مراسلة آلاف الناس حكوماتهم ليطلبوا منها القيام بالمزيد، وعلى الرغم من نقل وسائل الإعلام للقصة، وافق الاتحاد الأوروبي على أخذ 1٪ فقط من إجمالي اللاجئين السوريين الذين يحتاجون إلى إعادة التوطين. في نيويورك تايمز كتبت هيئة التحرير: «في أوروبا، التي تمتلك عرفاً في توفير الملجأ للفارين من النزاع، لم تستجب سوى ألمانيا والسويد بطريقة سخية. فيما استقبلت الدول الأوروبية الأخرى -مثل بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال- أقل بكثير من المأمول». ومضت الصحيفة في القول: «معظم السوريين، الذين يأملون يوماً ما في العودة إلى بلادهم، لن يختاروا مغادرة المنطقة، لكن بعضهم يرغب في المغادرة وبناء حياة جديدة. لذا يجب على قادة العالم الاستماع إلى مناشداتهم».

إلا أن بريدنا الإلكتروني لم يركز فقط على الفشل الجماعي للمجتمع الدولي في إعادة توطين اللاجئين السوريين. بل أشار أيضاً إلى أنه بينما كان النقاش يدور حول اللاجئين، علق برنامج الغذاء العالمي قسائم الطعام لـ 1.7 مليون شخص بسبب وجود فجوة في التمويل؛ حققنا ووجدنا، بمساعدة منظمات أخرى، أن الاتحاد الأوروبي أخفق في دفع المبلغ المستحق للبرنامج بقيمة 48 مليون دولار. بعد خمسة أيام من صمت المفوضية الأوروبية حول الأموال المفقودة، طلبنا من أنصارنا إرسال بريد إلكتروني إلى الكتلة، ودفعها إلى توفير الأموال. بعد ممارسة هذا الضغط، أخبرنا الاتحاد الأوروبي أن الأموال قد تم الالتزام بها. (رابط الصورة: https://www.facebook.com/TheSyriaCampaign/photos/a.608812989210718/758180214273994)

ما تعلمناه

لا تخف من الاعتراف عند فشل الأمور، ولكن قدم فعلاً إيجابياً في النهاية لتحويل خيبة الأمل إلى أمل.