تغيير موقف إيطاليا في 26 ساعة

كان هذا أحد أنجح مشاريع الاستجابة السريعة في حملة من أجل سوريا. ففي عام 2014، عارضت إيطاليا الحظر المقترح من الاتحاد الأوروبي على بيع وقود الطائرات إلى سوريا. وتمكنّا، خلال 26 ساعة فقط، من إقناع وزيرة الخارجية الإيطالية آنذاك فرانشيسكا موغيريني بتغيير سياسة بلادها بشأن هذه القضية الحساسة. وقد نجحت هذه الحملة لثلاثة أسباب: الاستهداف والتوقيت وتويتر.

بدأت الحملة بمعلومة سرية مفادها أن الحكومة الإيطالية تخطط لدعم بيع الوقود لسوريا، وهو ما أمل الاتحاد الأوروبي في حظره كجزء من حزمة عقوبات أوسع. وبسبب علمنا أن هذا الوقود سيُستخدم لتشغيل طائرات النظام، بدأنا الاتصال ببروكسل لمعرفة ما إذا كانت تقارير مقاومة إيطاليا للحظر صحيحة. بمجرد التأكد من ذلك، انطلقنا إلى العمل وطلبنا من قائمة الداعمين على البريد الإلكتروني إرسال إيميلات وتغريدات إلى موغريني لحملها على تغيير موقف إيطاليا. وبما أن موغريني كانت على وشك تولي منصب رفيع في المفوضية الأوروبية، فقد علمنا أنها ستكون حساسة تجاه أي ضغوط شعبية قد توحي بأنها خارج الإجماع الأوروبي حول هذه القضية الحرجة.

وأظهرت الحملة شعبيةً كبيرةً بين المتابعين، وهي مثال رائع على ما يمكن للاستجابة السريعة، محددة الهدف، أن تحدثه من تغيير ينقذ أرواحاً.

التقطت وسائل الإعلام القصة، بما في ذلك بلومبيرغ و European Voice (الصحيفة الأسبوعية الأكبر في الاتحاد الأوروبي، والتي أصبحت الآن جزءاً من بوليتيكو)، وبدأت تكتسب اهتماماً على تويتر، بما في ذلك من الممثلة والناشطة ميا فارو. ادّعت موغريني التفاجؤ بردود الأفعال الشعبية، وردت على فاور بالقول إن إيطاليا تدعم العقوبات على سوريا. وبعد أن أجبنا بأن المشكلة كانت دعم إيطاليا لبيع وقود الطائرات لسوريا، قالت موغريني، مرة أخرى على تويتر، إن إيطاليا لم تدعم ذلك. واتفقت تغريدتها مع ما سمعناه من اتصالاتنا في بروكسل بأن إيطاليا وافقت أخيراً على دعم قرار حظر الوقود.

من المثير للانتباه ما يمكن لقليل من التشهير أن يفعله

أرسل إلينا أحد المطلعين في بروكسل رسالة إلكترونية قال فيها: «لقد كان لحملتكم تأثير كبير». بينما علق أحد الصحفيين: «من المثير للانتباه ما يمكن لقليل من التشهير أن يفعله». في المجمل، أرسل 3,655 شخصاً رسائل إلكترونية إلى موغريني (بالإضافة إلى التغريدات). وأظهرت الحملة شعبيةً كبيرةً بين المتابعين، وهي مثال رائع على ما يمكن للاستجابة السريعة، محددة الهدف، أن تحدثه من تغيير ينقذ أرواحاً. وقد بدا ذلك جلياً في 14 تشرين الثاني 2014 حين أخبرنا مسؤول من إحدى الحكومات المشاركة في المحادثات أن حملتنا كانت «حاسمة» في تغيير موقف إيطاليا. المسؤول نفسه أخبرنا أنهم فعلوا كل ما يمكن فعله دون أن يتمكنوا من تغيير رأي روما. إلا أن حملتنا تمكنت من ذلك.

ما تعلمناه

يمكن للضغط الشعبي، في بعض الأحيان، أن يُحدِث التغيير الذي لا تستطيع جهود المناصرة من الداخل القيام به.