الحياة في إدلب

ازداد نمو المجتمع المدني بشكل كبير في كافة أرجاء سوريا منذ عام 2011. إذ اجتمع الناس وشكلوا مجموعات ومنظمات تعالج كل قضية يمكن تخيلها، من حقوق الإنسان مروراً بحقوق المرأة إلى تنمية المجتمع، وأبعد من ذلك بكثير. وقد سعينا دائماً إلى رواية القصص عن أعمالهم لشغفنا بما يقومون به. وعلى حد تعبير الناشط رائد فارس الذي قال:

«إن الطريقة الوحيدة لبناء سوريا الجديدة هي عبر المجتمع المدني، لا يوجد أي سبيل آخر لتحقيق الأمر. لا يمكن النجاح في ذلك من خلال الأسلحة، ولا يمكن أن يحدث ذلك بواسطة الوقائع والمعطيات التي يحاول الآخرون فرضها. إن سعينا لبناء سوريا التي نحلم بها يتحقق في القوة الجماعية للمجتمع المدني من خلال الأعمال والرؤى المختلفة لمكوناته».

رائد الفارس

كما نؤمن بأهمية إضافة بُعد آخر لكثير من التغطية الإعلامية لسوريا، والتي تميل إلى التركيز على التطورات السياسية والعمليات العسكرية وتأثير الاقتتال على الناس. لهذه التغطية أهمية بالغة بطبيعة الحال، ولكن ثمة خطر في تصوير السوريين على أنهم مجرد جناة أو ضحايا عنف. تمتلئ مجموعات المجتمع المدني السوري بالنوابغ والشجعان. وعبر تسليط الضوء على عملهم، يمكننا دحض فكرة أن سوريا غارقة في صراع ميئوس منه. إذا أردنا من الناس التصرف، علينا منحهم شعوراً بالأمل، ولا توجد طريقة أفضل من إظهار عمل مجموعات المجتمع المدني السوري.

في عام 2018، بدأ الصراع يتصاعد في إدلب شمال غرب سوريا. وشكّل نمو المجموعة المتطرفة «هيئة تحرير الشام» في هذا الجزء من البلاد تهديداً خطيراً على المجتمع المدني، فقد كان من المعروف عن الهيئة قيامها بتقييد أو اعتقال أو حتى قتل  عناصر المجتمع المدني. علاوة على ذلك، شكّل وجود المجموعة في إدلب ذريعة مفيدة استخدمها النظام السوري لمهاجمة المنطقة.

واستمر عدد كبير من مجموعات المجتمع المدني الملهِمة في العمل داخل إدلب، رغم تواجد هيئة تحرير الشام فيها. وقد أردنا تسليط الضوء على عملهم لإظهار رفض أغلبية كبيرة من السكان تطرف هيئة تحرير الشام والنظام السوري، وأحقية شعب إدلب بالحصول على الحماية والدعم الدوليين رغم التحديات الخطيرة

عقدنا شراكة مع منظمة بناء السلام «بيس دايركت» لإجراء مقابلات مع عدد كبير من جماعات المجتمع المدني في كافة أرجاء إدلب ولإعداد تقارير عنها. واستناداً إلى ما أخبرتنا به هذه الجماعات عن عملها، كتبنا تقريراً على الإنترنت روى قصصها، كما قدمنا توصيات بشأن ما ينبغي على المجتمع الدولي فعله لدعمها، وقد نشرت بعض وسائل الإعلام التقرير والقصص، بما في ذلك صحيفة الغارديانالبريطانية، الأمر الذي نجح في تعديل شكل التغطية الإعلامية لإدلب..

وبالإضافة إلى التقرير، أخذنا على عاتقنا أنشطة أخرى لدعم أعمال المجتمع المدني في إدلب وتسليط الضوء عليها. وشمل ذلك ترتيب سفر رائد فارس إلى الولايات المتحدة للتحدث عن عمل محطته الإذاعية الرائدة راديو فريش، وحملة لجمع التبرعات لصالح جمعية حُرّاس الخيرية التعليمية. كما واصلنا تحديث موقع الحياة في إدلب بقصص من المجتمع المدني في إدلب.

مكتبة حراس المتنقلة، وهي إحدى منظمات المجتمع المدني العديدة التي تعمل في إدلب

ما تعلمناه

إذا تمكنا من العثور على القصص المناسبة، ستقوم وسائل الإعلام بتغطية عمل المجتمع المدني. ويمكن أن يمثل ذلك جانباً مختلفاً لما يجري في صراع أو أزمة، ويمنح شعوراً بالأمل.