الإمدادات الجوية إلى داريا
في بعض الأحيان، يكون الحديث إلى المتلقين بشكل مباشر أفضل طريقة لإسماع مطالبك. في 13 أيار 2016، أرسلت حملة من أجل سوريا تغريدة إلى عبير عطيفة، الناطقة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة. أرفقنا في التغريدة حسابات تويتر للبرنامج ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، وسألنا عن سبب رفض الأمم المتحدة طلب تقديم المساعدات الجوية إلى داريا، حيث كان الناس بلا طعام أو دواء لمدة 1301 يوماً.
ظاهرياً، لم تنتشر التغريدة بشكل كبير، حيث حصلت على 58 إعادة تغريد و18 إعجاباً فقط. لكنها حصلت على رد من عطيفة التي قالت إن المساعدات عبر الجو تتطلب موافقة الحكومة السورية وإن استخدامها فوق المناطق المدنية مخاطرة كبيرة، وهو عذر انتقدته مجموعة Syria UK. وأضافت عطيفة أن الطريق البري سيكون أفضل وسيلة للوصول إلى داريا، لكن يتعين على الحكومة السورية منح الأمم المتحدة حق الوصول. (تم نشر هذه التغريدة الثانية بعد متابعتنا للمنشور).
سمح لنا ذلك بالرد بـ 10 تغريدات توضح أنه وفقاً لقرار الأمم المتحدة، لا تُعتبر موافقة الحكومة ضرورية للإسقاط الجوي للإمدادات الانسانية، ولكن إذا كانت الأمم المتحدة تخشى إسقاط طائراتها على يد النظام وروسيا، فعليها قول ذلك. وأشرنا إلى أن هناك مجموعات على الأرض يمكنها تلقي المساعدات، ما يعني أن عمليات الإسقاط الجوي كانت خياراً آمناً. أضفنا أيضاً تصريح الحكومة البريطانية بأنها لا تفكر في إسقاط جوي، بسبب عدم مطالبة الأمم المتحدة به. أخيراً، وضحنا أن المطلعين داخل الأمم المتحدة أخبرونا أن الأمم المتحدة سترفض الدعوة إلى أي شيء قد يزعج النظام. وردت عطيفة قائلة إن الأمم المتحدة تحتاج إلى وصول غير مشروط لإنقاذ الأرواح.
على الرغم من أن تغريداتنا لم تؤد إلى إسقاط المساعدات جواً في داريا، إلا أننا تأكدنا من أن مسؤولاً رفيعاً في الأمم المتحدة علِم بمطالبنا، وساعدنا في فضح الحجة الواهية للأمم المتحدة في عدم تقديم المساعدات.
ما تعلمناه
لا حاجة دائماً إلى حملات مبهرجة، ففي بعض الأحيان يكون الوصول إلى الهدف عبر تغريدة على تويتر. ولا ينبغي أن نخاف من إظهار الغضب.