إسقاط ضوئي على السفارة الروسية

يحتفل العالم في يوم 30 آب باليوم الدولي للمغيّبين قسراً، وهو ذكرى سنوية تكرّم جميع من اعتُقلوا واختفوا في جميع أنحاء العالم. في سوريا، حيث يقبع 100,000 شخص في عداد المفقودين، يتسم هذا اليوم بأهمية خاصة، وفي 2018 استخدمناه لتوجيه رسالة إلى روسيا، الدولة المتواطئة مع نظام الأسد في اختفاء المدنيين.

إن الرعب والظلم اللذين أجبر الكثير من السوريين المحبين للسلام الى تحمله على أيدي حكومتهم يتجاوز حدود العقل. الواقع المرعب لغرف التعذيب السرية والتأثير النفسي الذين يخلفه فقدان شخص عزيز داخل أحد سجون الأسد المجهولة على هذه العائلات. كل هذا يجب أن يهز قادة العالم من تجاهل الحقيقة والعمل على إحقاق العدالة – على الأقل من أقرب أصدقاء الأسد وحليفه الرئيس بوتين

ليلى كيكي- حملة من أجل سوريا

كنا نعلم أن ذكرى اليوم وحدها لن تكون كافية لضمان اهتمام وسائل الإعلام، لذلك بدأنا نفكر في تكتيكات الحملة التي ستولد تغطية إعلامية. كنا على علم بأن على أية مادة نختار عرضها أن تكون مبهرة بصرياً، لذلك توصلنا في نهاية المطاف إلى توجيه رسالة إلى روسيا على أحد مباني سفارتها. اخترنا السفارة الروسية في برلين، حيث كان من المقرر أن تزورها حركة عائلات من أجل الحرية. وبمساعدة من مؤسسة بيكسيل هيلبر، عرضنا عدة رسائل، بما فيها رسالة تسأل روسيا عن مكان وجود المختفين. كنا قد أعلمنا الصحفيين مسبقاً بهذا الحدث عبر بيان صحفي، وبمجرد حصولنا على الصور، قمنا بإرسالها عبر الإيميل إلى أقسام نشر الصور في الصحف والمجلات الدولية.

لم تحظ الصور المعروضة بالاهتمام الإعلامي للأسف، وهو أمر يعزى إلى عدة عوامل. أولاً، لم تصلنا الصور بشكل سريع، مما جعلها خبراً قديماً لدى إرسالنا لها. كما قد يكون اختيارنا للسفارة الروسية في برلين خاطئاً، لأننا لم نوضح لوسائل الإعلام سبب اختيارنا لألمانيا، ما جعل إثارة اهتمام الصحف البريطانية والأمريكية أصعب. أخيراً، ربما يكون شهر آب من الأوقات الهادئة في السنة، والقصة لم تكن صادحة بما يكفي لتغيير إيقاع الصحف وقتذاك. وعلى الرغم من ذلك، قدمت الصور المعروضة محتوى جيداً على وسائل التواصل الاجتماعي وقام أنصارنا بمشاركتها بشكل واسع.

ما تعلمناه

قد تثير المشاهد البصرية الهائلة اهتمام وسائل الإعلام، ولكن القصة ذاتها يجب أن تكون جديرة بالتغطية الإخبارية. كذلك ينبغي نشر صوركم ورسائلكم بسرعة.