أشلاء في السفارة الروسية

كان هذا عملاً مباشراً استغرق أسابيع من التخطيط السري. تمثل هدفنا في تنظيم احتجاج بصري يلفت الانتباه لتسليط الضوء على اشتداد الحصار في حلب، حيث ضربت عشرات الغارات الجوية المستشفيات والمناطق المدنية المزدحمة. أردنا نثر مئات القطع البلاستيكية على شكل أطراف بشرية في أحد مداخل السفارة الروسية في لندن، وأغلقناه فعلياً. وكان من شأن ذلك أن يرسل إلى روسيا رسالة مفادها أن الناس في جميع أنحاء العالم يعلمون أنها ترتكب جرائم حرب في حلب وأنهم مصممون على وقفها. نظمنا العمل بالشراكة مع منظمة لديها سنوات من الخبرة في الاحتجاجات البصرية، ولم ترغب في الكشف عن هويتها.

كان يجب إبقاء الحدث طي الكتمان حتى لا يعطّل الشرطة أو السفارة فيمنعوا حدوثه. تحقيقاً لهذه الغاية، تناقشنا باستخدام اسم مشفّر ولم نتقدم بطلب للحصول على تصريح تظاهر. كانت تلك طريقتنا لفرض نوع من المساءلة، لأن المجتمع الدولي كان يتغاضى عما يحصل في سوريا وينشغل بالانتخابات الأمريكية.

اشترت منظمتنا الشريكة الأطراف البلاستيكية، وعملنا معها على خطة دقيقة لهذا اليوم، تضم جدولاً زمنياً بالدقيقة للمشاركين. كان ذلك حاسماً لضمان تنفيذ الإجراء المباشر بسلاسة. ولم يكن لدينا سوى دقيقتين أو ثلاث لوضع مئات الأطراف عند مدخل السفارة وكبّلنا أنفسنا بالسلاسل وصولاً إلى البوابة. يجب أن يكون لكل إجراء مباشر جدول زمني لكل دقيقة.

تم الاتفاق على الأدوار قبل الحدث. وعينّا منسق العمل المباشر، الذي كان الشخص المسؤول، والذي اتخذ كل القرارات النهائية، وكان على جميع أعضاء الفريق اتباع توجيهاته. يصبح ذلك الدور حاسماً حين تسير الأمور بسرعة وبشكل علني توخياً للالتباس. كان منسق العمل المباشر مسؤولاً أيضاً عن الإشارة إلى نهاية العرض، وهو أمر مهم لتجنب الارتباك. سار جميع المشاركين في أزواج أو مجموعات ثلاثية في اتجاهات مختلفة لتجنب تحديد هويتهم.

Direct action at the Russian embassy

Posted by The Syria Campaign on Thursday, November 3, 2016

كان هناك أيضاً منسق للشرطة، وتمثل دوره في استقبال الشرطة فور وصولها، وإيضاح سلمية الاحتجاج. يجب أن تكون لهجة منسق الشرطة ودودة وتعاونية، وحازمة في الوقت نفسه، لضمان تحقيق الأهداف.

أخبرنا جهات الاتصال الإعلامية الموثوقة مسبقاً بشأن هذا التحرك. إذ أن ضمان التغطية الصحفية مسبقاً أمرٌ في غاية الأهمية لتفضيل المراسلين غالباً تغطية الحدث بنقل مباشر بدلاً من تغطيته بعد حين، عبر بيان صحفي أو على وسائل التواصل الاجتماعي.

قمنا ببث ما جرى بالكامل على فيسبوك عبر فيديو مباشر، وقد تلقى 713,000 مشاهدة، وما يقرب من 11,000 مشاركة، و16,000 رد فعل. تعد خدمة التغطية الحية على فيسبوك فعالة للغاية فيما يخص الاحتجاجات البصرية المباشرة، حيث يرغب الأشخاص في المتابعة مع تطور الحدث. ويجب إعداد المتحدثين الرسميين مسبقاً للتحدث إلى الكاميرا.

صوّرت أنا برِس فيديو للحدث، وقد أثار الكثير من النقاش عبر الإنترنت، وحظي بأكثر من 4,000 رد فعل و457 تعليقاً على فيسبوك. كما قمنا على الفور بتحميل الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بالحدث ليستخدمها الصحفيون وقد كتبنا عنها على موقع «ميديوم». بعد هذا الإجراء، ادعى الروس كذباً أننا احتجزناهم في السفارة حين أغلقنا مدخلاً واحداً فقط. قررنا عدم إنكار هذا لأنه جعل حملتنا تبدو أقوى.

قدمت روسيا شكوى رسمية إلى المملكة المتحدة بشأن ما نقوم به، خاصة وأن وزير الخارجية آنذاك بوريس جونسون دعا أيضاً إلى مظاهرات خارج السفارة. وكتبت السفارة على موقعها على الإنترنت: «اليوم (3 تشرين الثاني) أوقفت حركة احتجاج لمجموعة من الأشخاص عمل السفارة، عبر إغلاق مدخل القسم القنصلي بكومة من قطع المانيكان، في حين كبّل المتظاهرون أنفسهم بسلسلة وصلت إلى البوابة. علاوة على ذلك، قام متصلون بغرض الإزعاج، بإغلاق خط هاتف السفارة ما جعل من المستحيل التواصل مع المتصلين الحقيقيين».

Save Aleppo

The people of Aleppo are not alone.With all signs pointing to a dramatic escalation in Russian airstrikes on Aleppo, activists locked to the gates of the Russian embassy in London yesterday to show them the world is watching. Please SHARE this video and let’s keep attention on the Russian bombing of Syrian families.Video from the wonderful ANA PRESS

Posted by The Syria Campaign on Friday, November 4, 2016

ضمنت لنا الطبيعة البصرية للحملة والجرأة فيها تغطية في  إندبندنت، وإيفنينغ ستاندرد، وإذاعة أوروبا الحرة، والعربي الجديد، وتلغراف. تمت تغطية ذلك أيضاً في قناة روسيا اليوم الموالية لروسيا.

ما تعلمناه

تتطلب التحركات المباشرة الكثير من التخطيط المتقدم وتحمل المخاطر، ولكن يمكن لها أن تكون فعالة للغاية في إحداث الصخب الإعلامي أو التغطية لحملة مهمة.