«أخبر بوتين»

في 4 تموز 2019، كان من المقرر أن يلتقي البابا فرنسيس بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وجاء الاجتماع في وقت مروع بالنسبة لسوريا. فقد كان بوتين يشنّ إلى جانب الأسد هجوماً مدمراً على إدلب، معرضاً حياة الملايين من المدنيين للخطر. وفي حزيران، كان بوتين قد ذكر أن القوات الروسية تكتسب «خبرة عملية» في سوريا «لم يكن يمكن الحصول عليها من أي تدريبات أخرى في أوقات السلم».

ورغم وضوح عدم اكتراث بوتين بالخسائر البشرية التي تكبدتها بلاده، وعدم تمسكه بالقانون الدولي، كنا نعرف أننا قادرون على إقناع البابا فرانسيس بإثارة المسألة. وقبل 4 تموز، وبالتعاون مع تحالف من المنظمات السورية، أطلقنا حملة على وسائل التواصل الاجتماعي عبر الهاشتاغ #أخبر_بوتين، لحث البابا على إثارة مسألة قصف إدلب مع الرئيس الروسي.

ولمساعدة الهاشتاغ على الانتشار على نطاق واسع، قمنا بنشر صور معبرة لأشخاص في إدلب وهم يحملون لافتات ورقية تطلب من البابا مساعدتهم، بينما أطلق الدكتور حمزة الخطيب عريضة تطالب الناس بذكر البابا في تغريداتهم، استجاب لها ما يقرب من 800,000 شخص. كما غطّت الحملة 35 وسيلة إعلامية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الصحيفة الإلكترونية الروسية نوفاياغازيتا وتلفزيون سوريا وصحيفة أخبار الفاتيكان. وعلى تويتر، وصل الهاشتاغ إلى 5.6 مليون شخص، ووصلت أعداد التغريدات إلى 3,000 تغريدة من 1,300 حساب على تويتر، بما في ذلك حساب رئيس منظمة هيومن رايتس ووتش. وعلى الفيسبوك، وصل الهاشتاغ إلى نحو مليون شخص.

في النهاية لم ينتقد البابا بوتين علناً، رغم مناقشتهما للمسألة السورية في اجتماعهما الخاص. ألا أن حملتنا نجحت بحثّ الناس على التحدث عن القصف الروسي لسوريا، ونالت انتشاراً إعلامياً كبيراً.

ما تعلمناه

يمكن الاستفادة من قصة إخبارية كبرى للتوعية بقضية ما، ولكن لا بد من جذب اهتمام وسائل الإعلام.