تحرك من أجل الغوطة
في تشرين الأول 2017، أطلقت مجموعة من الناشطين السوريين حملة لرفع مستوى الوعي حول الحصار القاسي الذي يفرضه نظام الأسد على الغوطة الشرقية. كانت واحدة من أعضاء المجموعة، مرسيل شحوارو، قد شاركت في جهود مماثلة لزيادة الوعي بالوضع في حلب، ولكن بعد سقوطها، لاحظت أن طاقة الناس قد تراجعت.
إلى جانب زملائها الناشطين، أنشأت حملة بعنوان Act for Ghouta، لتعريف الجماهير الغربية باسم «Ghouta»، وهو مكان لا يُعرف مثل حلب. بدأ الفريق بكتابة قصص عن الناس داخل الغوطة، ونشرها على صفحة الفيسبوك، وحساب تويتر، وموقع على شبكة الانترنت.
تقول شحوارو: «لقد ابتكرنا صوتاً يتحدث عن المقاومة والفكاهة والتجربة الشخصية». هي تعتقد أن أكبر تأثير للحملة هو أنها أظهرت الصورة الكاملة للحياة في الغوطة، والتي غالباً ما تبسطها وسائل الإعلام الغربية. مضيفة: «نحن أكثر من مجرد ضحايا، وأكثر من مجرد أبطال». «لم يكن الحصار يتعلق فقط بنقص الغذاء، إذ كان الطلاب غير قادرين على الدراسة، وكان لا بد من تهريب الكتب. لم تكن الاحتياجات الأساسية فقط التي لم يتم تأمينها».
قام فريق الحملة -وجميعهم باستثناء شحوارو في الغوطة- بترجمة شهادات الناس ونشر صور لأعمالهم الفنية. صمموا رسوماً بيانية بـ 13 لغة مختلفة للأشخاص في الشتات السوري لمشاركة ونشر القصص والصور ومقاطع الفيديو حول الوضع في الغوطة. كما سربوا رقم هاتف الأمم المتحدة، وحثوا الناس على الاتصال به للمطالبة بالتحرك على الغوطة.
نُشرت قصص الحملة على موقع Global Voices على الإنترنت ونشرتها منصة الجمهورية السورية، بينما نشرت Pax for Peace منشوراً على مدونة بواسطة عمار، مصمم الرسوم البيانية للحملة. أجرت شحوارو مقابلة بودكاست لمؤسسة Century Foundation وغطى كل من Al Monitor وEqual Times الحملة. بالنسبة لشحوارو، كان النجاح الأكبر الذي حققته حملة الغوطة هو السماح للسوريين برواية قصتهم وتقديم أنفسهم كأفراد كاملين كانوا أكبر بكثير من الحصار.
تقول شحوارو: «كان هذا يعني شيئاً للناس الذين يعيشون تحت القصف، أن قصصهم كانت موجودة.. على الأقل لم تسقط الغوطة بصمت».