تذكر الدكتور معاذ
حقق منشور الفيسبوك هذا، الذي تم نشره في 28 نيسان 2016، الأداء الأفضل على الإطلاق في حملة من أجل سوريا، حيث وصل إلى نحو 10 ملايين شخص. كتب الدكتور حاتم، مدير مستشفى الأطفال في حلب، رواية مباشرة عن غارة جوية على مستشفى القدس في المدينة، أسفرت عن مقتل 27 من الطاقم الطبي بمن فيهم الدكتور معاذ، آخر طبيب أطفال مختص في المدينة.
في رسالته، يتذكر الدكتور حاتم زميل الدكتور معاذ بأنه «الطبيب المحبوب في المستشفى» الذي كان يعمل نهاراً في مستشفى الأطفال، ثم يذهب إلى مستشفى القدس ليلاً للمساعدة في حالات الطوارئ هناك. واصل الدكتور حاتم مناقشة مخاطر القيام بالأعمال الطبية في حلب، حيث يتم استهداف المستشفيات بشكل متكرر من قبل روسيا والنظام السوري. كتب الدكتور حاتم: «وعلى الرغم من معرفته بالمخاطر، بقي الدكتور معاذ في حلب، المدينة الأكثر خطورة في العالم، بسبب إخلاصه لمرضاه».
الحديث عن وفاة الدكتور معاذ على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، نظراً لدوره المهم في مساعدة أطفال حلب، كان أحد أسباب الانتشار الواسع لهذا المنشور. وقد سهرنا على كتابة هذا المنشور ونشره، تزامناً مع الانتشار الواسع لاسم الدكتور معاذ، بهدف ضمان وصوله إلى أكبر جمهور ممكن. وتمكنت مشاركتنا من المساهمة في الحداد الجماعي، لأنها كانت من أوائل من نشروا صورة الدكتور معاذ، وكلمات الدكتور حاتم المؤثرة حول صديقه وزميله. كما نشرنا مقالة أطول في موقعنا على شبكة الإنترنت تضم بياناً من جمعية الأطباء المستقلين ومقابلة موسعة مع الدكتور حاتم. والتقطت منشور الفيسبوك صحيفة الإندبندنت ومترو وشاركها مراسل هيئة الاذاعة البريطانية.
ساهمت الصورة المستخدمة في المنشور بشكل كبير في درجة انتشاره. حيث لم تكن قد تمت مشاركة الصورة على نطاق واسع آنذاك، رغم نعي كثيرين للدكتور معاذ على الإنترنت. تُظهر الصورة وجهه بوضوح، وهو ينظر إلى مريض رضيع بقلق وتعاطف ظاهرين، وقد حكت الكثير عن الدكتور معاذ، ومقدار الخسارة التي تعرضت لها حلب بفقدانه.
بعد ذلك، غيّر فيسبوك خوارزميته، التي غيرت ترتيب ظهور المنشورات على التايم لاين في حسابات المتابعين. ومنذ ذلك التغيير، أصبحت الأولوية لمنشورات الأصدقاء على حساب منشورات المجموعات ومنها منشورات الجمعيات الخيريه وحملات الترويج لحقوق الانسان، وبالتالي من غير المرجح أن يحصل منشور الدكتور معاذ على الكثير من الزخم إذا تم نشره اليوم.
ما تعلمناه
حين تلقى قصة ما اهتماماً واسعاً، ابحث عن شيء جديد سيرغب الناس في مشاركته للمساعدة في الوصول إلى جمهور أكبر.