باص الحرية
ملاحظة: يرجى قراءة دراسة حالة «عائلات من أجل الحرية» للاطلاع على خلفية عمل هذه الحركة.
بدأ «باص الحرية» رحلته في تشرين الأول من عام 2017. ومع توقف محادثات السلام في سوريا، لم تتهيأ سوى لحظات قليلة لتوليد ضغط شعبي واهتمام إعلامي حول قضايا الاعتقال والاختفاء. جاءت فكرة باص الحرية في جلسة عصف ذهني إبداعي حول عرض قضية الاعتقال بشكل مرئي. وللباصات دلالات رمزية في سوريا، فقد استُخدمت في وقت مبكر من الأزمة لاحتجاز المتظاهرين، ثم لتشريد الناس قسراً من مناطقهم. لذلك أردنا عكس تلك الرواية وتحويل الباصات إلى عمل إيجابي يُستخدم للتجمع من أجل حرية المعتقلين. تحدثنا إلى ذوي المعتقلين الذين ينتظرون خروج أحبابهم، وكلهم أمل بأن يصل الباص يوماً ما إلى قصر العدل في دمشق، وأن يعودوا بالباص مع أحبابهم إلى ديارهم في مختلف المناطق السورية. استوحيت الفكرة بشكل جزئي من الممثلة السورية يارا صبري التي كانت تنشر رسمة مبهجة لباص في كل مرة يُفرَج فيها عن معتقل.
قررنا شراء باص للعائلات يمكنهم السفر فيه بين البلدان واستخدامه لإيصال رسائلهم. وتعاونا مع شركة إنتاج مذهلة في بريطانيا باسم «نجعل الأشياء تحدث» (We Make Stuff Happen) اشترت باصاً مقابل مبلغ زهيد من المال، وطلته باللون الأحمر، ووضعت عليه صوراً مؤطرة للمختفين كنا قد أرسلناها لها. وتقوم الشركة بصيانة الباص وقيادته إلى المواقع التي نحتاجه فيها. لم تكن تلك مهمة سهلة. ولأننا رصدنا مبلغاً صغيراً لشرائه، كان الباص قديماً وبحاجة إلى الكثير من الصيانة، لكن الشركة نجحت في «جعله يحدث»!
سافر الباص إلى كل مكان لاحت فيه فرص لمناشدة التأييد، من برلين حيث اجتمع مع مكتب المستشارة الألمانية، إلى بروكسل حيث شارك في مؤتمر «مستقبل سوريا».
يمثّل باص الحرية صورة بصرية صارخة تجذب انتباه الصحافة والجمهور في كل مكان يذهب إليه. والأهم من ذلك أنه أصبح رمزاً محبوباً لدى عائلات سورية عديدة في المنفى، تنتظر خروج أحبة ما زالوا في المعتقلات. وقد تمكنوا من وضع صورهم المؤطرة على الباص، وائتمان حركة عائلات من أجل الحرية على قصصهم، وهم يعلمون أن نضالاً يتم خوضه نيابة عنهم.
ما تعلمناه
يمكن للحركات المرئية الطموحة أن تكون أداة عظيمة لإشراك الجمهور ووسائل الإعلام في قضيتكم. ولا تزال منظمة عائلات من أجل الحرية متحمسة للقيام بالمزيد من الجولات بالباص. يمكن لأيقونة قوية أن تساعد المجموعة أو الحركة في حشد الناس.